تركيا ورحلة الصعود الى الهاوية .

تركيا ورحلة الصعود الى الهاوية .
أردوغان يواصل هجومه على معارضيه.. وتركيا تخسر 46 مليار دولار في 8 أشهر





تزداد سخونة الأحداث السياسية في تركيا يوما بعد يوم، وخاصة مع قرب الانتخابات البرلمانية المبكرة التي دعا إليها الرئيس التركي رجب طيب أردوغان، بعد فشل حزب العدالة والتنمية في الحصول على الأغلبية المناسبة التي تسمح له بتشكيل الحكومة، وبالرغم من التصريحات الاستفزازية للرئيس التركي ضد معارضيه، إلا أن هناك تصريحات من أحزاب المعارضة بعدم  الرد على استفزازات أردوغان.
يأتي ذلك في الوقتا لذى يتم فيه الكشف عن تراجع معدلات النمو، وهروب الاستثمارات الأجنبية من تركيا نتيجة عدم الاستقرار، واستمرار العمليات الارهابية وأعمال العنف.
من جانبه قال رئيس حزب الشعب الجمهوري المعارض كمال كليتشدار أوغلو إن الرئيس رجب طيب أردوغان يريد الدخول في مهاترات وسجالات معه إلا أنه لن يتخذه مخاطبًا له ولن يقدم ما يقوله أي اهتمام، كاشفا عن عدم نيته في الدخول في مهاترات مع أردوغان.
أكد أوغلو أنه حظى بتقدير كبير من الأوساط المقربة منه لأنه لم يهتم بما يقوله أردوغان ولم يدخل معه في سجالات ومجادلات، مضيفا بقوله " قِيل لي إنني أحسنت التصرف بعدم دخولي في مهاترات مع أردوغان، إذ إنه ليس مخاطبًا أمامي لأدخل معه في سجالات، والمسؤول أمامي هو السيد رئيس الوزراء أحمد داود أوغلو، أردوغان يوجّه لشخصي انتقادات حتى أرد عليه وأتخذه مخاطبًا لي. لكن والله مهما فعل لن يكون مسؤولا ومخاطبًا أمامي، كل إهانة وإساءة يرتكبها تفتح جروحًا في ضمير المجتمع".
وأشار أوغلو إلى اعترافات أردوغان ومسئولي الحكومة بتخزين منظمة حزب العمال الكردستاني الأسلحة طوال ثلاث سنوات من مفاوضات السلام الرامية إلى حلّ المشكلة الكردية في الأساس. وألقى باللوم والمسؤولية على الحكومة بخصوص ما حدث قائلًا "إن الذي حرّض وشجّع العمال الكردستاني على ذلك هو حكومة العدالة والتنمية الموجودة في الحكم منذ 13 عامًا، لست أنا مَن يقول ذلك، بل إنهم بأنفسهم من يقولون ذلك، إنهم يقولون إن العمال الكردستاني خزّن الأسلحة خلال مفاوضات السلام"..
ولا تزال الاتهامات مستمرة لحزب العمال الكردستاني ومنظمة "بي كا كا" بإثارة أعمال العنف، بعد أن اتهم وزير الثقافة والسياحة التركي، يالتشيت توبجو، منظمة "بي كا كا" الإرهابية بحصولها على معلومات استخباراتية عن تحركات الجنود الأتراك، من الخارج، معتبرا أن الهجوم الإرهابي، الذي أسفر  استشهاد 16 عسكري تركي في ولاية هكاري في 6 من الشهر الجاري، هو واحد من الهجمات التي نُفذت بمساعدة قوى خارجية.




شدد في لقاء له اليوم مع الصحفيين الأتراك والاجانب، على أن أي من هجمات منظمة "بي كا كا" الإرهابية لم تكن نتيجة اشتباك وإنما، تُنفذ بغدر ودناءة، عن طريق ألغام دفنها أو كمائن نصبها الإرهابيون في وقت سابق.

من ناحية اخري كشفت أرقام البنك المركزي التركي أن حجم رؤوس الأموال الأجنبية التي خرجت من تركيا خلال الأشهر الثمانية الأولى من العام الجاري وصلت إلى 46.8 مليار دولار، وأن هذا الرقم يعد أعلى رأسمال أجنبي خرج من تركيا بعد أزمة الـ 102 مليار دولار في عام 2008 الذي شهد أزمة اقتصادية مرت بها البلاد.
وكشفت صحيفة "طرف" التركية أنه في ضوء بيانات البنك المركزي التركي هناك رأس مال أجنبي بقيمة 44.8 مليار دولار خرج من تركيا في الفترة ما بين أشهر يناير إلى يوليو، وأن أصحاب المشاريع ورجال الأعمال الذين يعيشون في تركيا أقدموا على استثمارات مباشرة خارج البلاد بقيمة ملياري دولار، وأن رأس المال المحلي غادر البلاد عن طريق الاستثمار في الخارج بدلا عن الاستثمار داخل البلاد، إلا أنه هذه الدولة هي دولة تعاني نقصا في رأس المال، وإذا ما أخذنا في الاعتبار إجمالي تدفقات رأس المال في الأشهر الثمانية الأولى من العام من هذه الدولة التي تعاني نقصًا في رأس المال وصادرات رأس المال لرجال الأعمال الأتراك نجدها وصلت إلى 46.8 ميار دولار.





وأكدت خروج رأس مال أجنبي من تركيا بقيمة 102 مليار دولار في عام 2008 التي تعرف بأكبر أزمة اقتصادية في العالم بعد الأزمة الاقتصادية العالمية في عام 1929، إلا أن ما تشهده البلاد في الفترة الأخيرة يعد مختلفًا إلى حد ما؟، وأن ما خرج من رؤوس أموال أجنبية تعادل أكثر من نصف رأس المال الذي غادر الدولة في أزمة عام 2008 في الاقتصاد التركي دون أن تحدث أزمة اقتصادية في العالم، والسبب في ذلك ينجم عن سوء إدارة الاقتصاد التركي، لأن مناخ الاستثمار تدهور، ولم يعد يثق أحد في الإدارة الاقتصادية.

----------