بعد 61 سنة.. إسرائيل تتذكر فضيحة «لافون» ويقظة المخابرات المصرية

31 يناير عام 1955، هو أحد التواريخ الهامة التي لا تنساها دولة العدو الإسرائيلي، وربما نحن أيضا، فهو ليس مجرد ذكرى لأحد انتصارات الأجهزة الأمنية والاستخباراتية المصرية، ولكنه أيضا يذكرنا نحن بهمجية دولة قامت في الأساس على التخريب وسرقة الأراضي من أصحابها.

ففي مثل يومنا هذا قبل أكثر من 60 عاما، أعدمت القاهرة موشيه مرزوق وصمويل عازار، وهم يهوديين مصريين أدينا بالتجسس لصالح إسرائيل وارتكاب أعمال تخريب ضد المنشآت المدنية.

كانا مرزوق وعازار بين 13 متهما آخرا اعتقلوا من قبل السلطات المصرية في أعقاب العملية المعروفة باسم"سوزانا"، وهي سلسلة من التفجيرات للعقارات والمنشآت المملوكة للأجانب في القاهرة والإسكندرية في يوليو1954، بيد عملاء يعملون لصالح إسرائيل.

الصحفي "ديفيد جرين"، الذي يكتب مقال تحت اسم "هذا اليوم في التاريخ اليهودي" في صحيفة "هآرتس"الإسرائيلية، قال إن تغطية أحداث هذه العملية كانت تخضع للرقابة في إسرائيل، ولكنها على الرغم من ذلك، أدت إلى فضيحة سياسية كبرى، عرفت باسم فضيحة "لافون" نسبة إلى وزير الدفاع الإسرائيلي آنذاك بنحاس لافون الذي أشرف بنفسه على التخطيط للعملية، مشيرا إلى أنه وحتى يومنا هذا لم يتم الكشف عن تفاصيلها الكاملة.


عملية "سوزانا" كانت مخططة من قبل الوحدة 131 التابعة للمخابرات العسكرية الإسرائيلية، التي كانت في أوائل الخمسينيات تجند وتدرب اليهود المصريين لتطوير القدرات الدفاعية، ولتشجيعهم على للهجرة إلى إسرائيل.

وصعدت الوحدة من نشاطها في صيف عام 1954، عندما بدأت الحكومتان المصرية والبريطانية التفاوضعلى انسحاب القوات البريطانية من منطقة قناة السويس.

في ذلك الصيف وصل إفري إلعاد، وهو إسرائيلي من أصل نمساوي، إلى مصر لتنشيط العميلين اليهوديين الذي تم تجنيدهما قبل عدة سنوات.

وكانت مهمتهم تتلخص في تنفيذ هجمات ضد المؤسسات البريطانية والأمريكية في مصر، مما يجعلها تبدو كما لو كان الجناة مصريين، وذلك لضرب العلاقات بين مصر والبلدان المستهدفة.

موشيه مرزوق، الذي ترأس خلية القاهرة، ولد في 20 ديسمبر 1926. وهو ابن ليتو إبراهيم مرزوق وراشيل منشيه، وكلاهما من أعضاء الطائفة اليهودية قرائية، وتعترف هذه الطائفة بسلطة الكتاب المقدس المكتوب بالعبرية فقط، وليس القانون الشفوي، أو التلمود.

وكان ينتمي إلى جماعة "الشباب الصهيوني" في القاهرة، ودرس الطب في جامعة الملك فؤاد الأول. وكان يعمل جراح وطبيب تخدير في مستشفى يهودية.

وكان زعيم خلية الإسكندرية، شموئيل عازار، ولد في نفس المدينة في 22 نوفمبر 1929. وكان موهوبا بشكل غير عادي، سواء في المواد الأكاديمية أو الفن، وكان قد خضع إلى برنامج التدريب الزراعي في معسكر الـ"كيبوتس" في إسرائيل قبل أن يدرس الهندسة الكهربائية في جامعة الإسكندرية.


تم تفجير القنبلة الأولى في مكتب بريد الإسكندرية يوم 2 يوليو عام 1954. وبعد أسبوعين، في 14 يوليو، وضعت القنابل في مكاتب وكالة المعلومات الأمريكية في الإسكندرية والقاهرة. وكذلك مسرح سينما ريو في الإسكندرية الذي تملكه بريطانيا.

وأخيرا، يوم 23 يوليو، أشعلوا الحرائق في عدد من المباني العامة في القاهرة.

وكانت القنابل بدائية إلى حد كبير، وكانت تنفجر عندما تكون الأهداف خالية من الناس. وكانت الإصابة الوحيدة الناجمة عن هذه العملية هي لفيليب ناثانسون، عميل إسرائيلي، عندما انفجرت قنابل الفوسفور الأبيض في جيبه قبل أن يتمكن من زرعها في مسرح ريو.

وعندما اعتقلت الشرطة المصرية ناثانسون بعد الحادثة توصلت لاستنتاج مفاده أن شخصا ما يشغلهم لحسابه.

في وقت ما، أصبح واضحا أن إفري إلعاد هو المسؤول. وتمت محاكمته وأدين بتهمة إجراء اتصالات غير مشروعة مع العدو.

وألقت السلطات المصرية القبض على 11 مشتبها آخر، توفي اثنان منهم في الحبس، وتم محاكمة الآخرين في ديسمبر 1954. وحكم على ستة بالسجن لمدد مختلفة، وتم تبرئة اثنين، وحكم على مرزوق وعازار بالإعدام.

في أبريل 1977، نقل رفات الرجلين إلى إسرائيل، وتم إعادة دفنهم على جبل هرتزل في القدس.