القمة المصرية السعودية ... توقعات الدبلوماسيين والمحللين حول القمة .

القمة المصرية السعودية ... توقعات الدبلوماسيين والمحللين حول القمة .










أكد عدد من الخبراء والدبلوماسيين أهمية الزيارة المرتقبة لخادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز، الخميس المقبل، خاصة أنها تأتي في ظل ظروف دولية وإقليمية غاية في الخطورة، نتيجة ما تتعرض له منطقة الشرق الأوسط من مؤامرة دولية وإقليمية كبرى، مشيرين إلى أن لقاء الرئيس عبدالفتاح السيسي والملك سلمان بن عبدالعزيز، سيكون بمثابة قمة عربية مشتركة، باعتبار أن المملكة تعبر عن صوت الخليج المعتدل.

من جانبه أكد السفير طلعت حامد، الأمين العام المساعد للجامعة العربية سابقًا، أهمية الزيارة المرتقبة لخادم الحرمين، خاصة وأن منطقة الشرق الأوسط والمملكة تتعرضان لمؤامرة كبرى، مشيرًا إلى أن العلاقات الوطيدة التي تجمع بين البلدين تزداد قوة وتمسكًا باعتبارهما صمامي الأمن القومي العربي.

وتوقع أن يناقش الطرفان خلال اجتماعهما على مستوى القمة ملفات عديدة، أبرزها ملف الإرهاب الدولي وما تتعرض له المنطقة من مخاطر عديدة نتيجة تزايد التنظيمات الإرهابية، بالإضافة إلى مناقشة ملف الأزمة السورية واليمنية وكذلك التواجد الإيراني في المنطقة العربية.

وأضاف أن الجانبين سيناقشان أيضًا اقتراح مصر بتشكيل قوة عربية مشتركة لمحاربة الإرهاب، وكذلك الملف النووي الإيراني وتأثيره على الأمن القومي العربي، قائلا: "نحن في حاجة ماسة إلى إعادة ترسيخ التضامن العربي القوي المتين بين مصر والسعودية".
ولفت السفير طلعت حامد إلى أن الملف الاقتصادي سيكون له أهمية كبيرة خلال المباحثات بين الجانبين وكذلك العلاقات الثنائية، مشيرًا إلى أن السعودية أسهمت كثيرًا في دعم مصر خلال أزمتها الأخيرة وقامت بإمدادها بالبترول على مدى خمس سنوات، كما أن هذه الزيارة تصب في تقوية التضامن العربي.

من جانبه أكد الدكتور محمد صادق إسماعيل، مدير المركز العربي للدراسات السياسية والاستراتيجية، أهمية زيارة خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز، مشيرًا إلى أنها الزيارة الأولى التي يقوم بها إلى مصر.

وأوضح أن أهمية الزيارة ترجع إلى عدة جوانب، منها الجانب السياسي، حيث تأتي دعمًا للعلاقات الثنائية بين مصر والسعودية وتاكيدًا على الدور المهم الذي تقوم به البلدين باعتبارهما أبرز القوى وركائز الأمن القومي، كما أنه يدحض كل الافتراءات التي يطرحها البعض أن هناك شيئًا ما في العلاقات بين الرياض والقاهرة.

وأضاف أن موضوع مكافحة الإرهاب سيكون من أبرز الموضوعات التي سيتم طرحها خلال المباحثات، حيث تعاني السعودية من بعض محاولات القوى الظلامية من اختراق شرق المملكة.

وأشار إلى أن هناك تنسيقًا مستمرًا بين مصر والسعودية في مجال تشكيل القوة العربية المشتركة، معربًا عن اعتقاده بأن كلا الدولتين ستكونا ركيزة أساسية لتشكيل هذه القوة، والتي برزت من خلال تدريبات الشمال التي شهدتها البلدين الشهر الماضي.

ولفت إلى أن الجانب الاقتصادي سيكون من أهم الموضوعات المطروحة خلال القمة، مشيرًا إلى وجود العديد من المشروعات المشتركة بين مصر والسعودية، حيث أعلنت المملكة عن طرح العديد من المشروعات الاستثمارية التي ستقوم بها في مصر، والتي بدأت منذ تدشين مؤتمر شرم الشيخ للإصلاح الاقتصادي في مصر، وبالتالي فإن المملكة تعد أبرز الشركاء التجاريين لمصر في هذا الجانب، إلى جانب دور المملكة الأساسي على الجانب العسكري في حماية أمن الخليج العربي، والذي لا يمكن فصله عن الأمن القومي العربي، وبالتالي التعاون المصري السعودي يعد أحد الركائز الأساسية في وجود الأمة العربية بأثرها.

وأوضح أن لقاء الرئيس عبدالفتاح السيسي والملك سلمان، سيكون بمثابة قمة عربية مشتركة، لأن المملكة السعودية تعبر عن صوت الخليج المعتدل، ومن ثم فإن العلاقات المصرية الخليجية هي علاقات إيجابية خاصة في ظل التوتر العالمي الحالي نتيجة تزايد الحركات الإرهابية، وأيضا لمواجهة المد الشيعي الذي تتزعمه إيران حاليًا والذي تحاول من خلاله اختراق الصف السني الموحد بقيادة السعودية .

من جانبه قال د. سمير غطاس، رئيس منتدى الشرق الأوسط للدراسات السياسية والاستراتيجية: إن مصر والسعودية يمكن أن يشكلا "رافعة" للوضع العربي في مواجهة ثلاث قوى إقليمية وهي إيران وتركيا وإسرائيل.

وأضاف غطاس: أن زيارة خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز إلى مصر خلال أيام ستتركز على القضايا السياسية والتعاون الاقتصادي بين الجانبين وربما العسكري، موضحًا أنه في ظل انخفاض وتدهور سعر النفط لدى السعودية فإن أمامها فرصة كبيرة لاستثمار أموالها في مصر وهذا أمر مطلوب.

وأضاف غطاس أنه فيما يتعلق بالجانب السياسي، فإن هناك نقاط خلاف بين القاهرة والرياض بشأن سوريا، مشددًا على أهمية الحفاظ على وحدة التراب السوري، وكذلك بالنسبة للوضع في اليمن، حيث إنه لا يمكن حل الأزمة اليمنية عسكريًا مهما طال الأمد، متوقعًا دراسة هذه القضايا بجدية أثناء زيارة الملك سلمان إلى مصر



-----------------


.