الذكرى الحادية عشر لوفاة الزعيم الفلسطيني ( ياسر عرفات )

في مثل هذا اليوم تحل الذكرى الحادية عشر لوفاة الزعيم الفلسطيني، ياسر عرفات "أبو عمار"، في ظل حالة من الحزن المصحوبة بالذكريات تعم الشارع الفلسطيني، الذي يعتبر "أبو عمار" الأب الروحي ورمز القضية الفلسطينية على مر التاريخ.

رحل "أبو عمار" عن عمرٍ يناهز (75 عاماً) في أحد مستشفيات باريس بعد صراع مع المرض الذي هاجمه بينما لا تزال ظروف وفاته غامضة، وسط ترجيح تعرضه للاغتيال. وقال الشاب فادي أبو حسنين من قطاع غزة  إن الرئيس "أبو عمار" رحل جسداً لا روحاً، فهو باقٍ في وجدان كل فلسطيني، وسيبقى تاريخه النضالي شعلة للدرب والانتفاضة التي يعدُّ هو مفجرها وحجر الأساس في طريق التحرير.




وأوضح أبو حسنين، أن رسالة الراحل ياسر عرفات كانت دائماً شعارها الوحدة والتكاتف في الصف الفلسطيني لمواجهة أي عدوان وللعمل الموحد من أجل تحرير فلسطين، وعمل على جمع الفصائل الفلسطينية تحت علم فلسطين وشعار الانتفاضة من أجل إكمال المسيرة التي كان شقها عرفات بالنضال.
وأشار إلى أن "عرفات كان يحمل الهم الفلسطيني بزيه العسكري وكوفيته الفلسطينية، ولم ينس أبداً أن ينادي في كل محفل بضرورة التحرير، وفك قيد الأسرى في السجون الإسرائيلية، واستذكار الشهداء الذين ضحوا بأنفسهم من أجل هذا الوطن، والتأكيد على حق العودة الذي كان يؤمن به ويدافع عنه. وتقلد الراحل ياسر عرفات العديد من المناصب، فكان رئيساً للسلطة الفلسطينية عام 1996، والرئيس الثالث لمنظمة التحرير الفلسطينية عام 1969، والقائد العام لحركة "فتح" التي كان أحد أبرز مؤسسيها عام 1959 وانطلاقها عام 1965.
وفي ذات السياق، قالت السيدة المقدسية سيرين محمد،  إن الساحة الفلسطينية على جميع أصعدتها خسرت مفكراً وقائداً ورجلاً عظيماً وأباً لكل فرد من أبناء الشعب، مشيرةً إلى أن "حالة من التفكك والانقسام استشرت في الجسد الفلسطيني منذ رحيل عرفات الذي كان يعد بمثابة الميزان الذي يضبط المسيرة السياسية في فلسطين".




وشددت على ضرورة إنهاء حالة التكتم والسرية حول الظروف الغامضة التي "اغتيل" فيها ياسر عرفات، مطالبةً القيادة الفلسطينية بالضغط على جميع الأصعدة للكشف وبسرعة عن اللغز الذي يعد شوكة في صدر كل فلسطيني، منذ أحد عشر عاماً.
وأضافت، "برحيل عرفات مات الذي وقف على منصة الأمم المتحدة ولم يكن رئيساً، والقائد الوحيد الذي اطمئن أعداؤه بموته إدراكاً لقوته ومكانته في مسيرة نضال الشعب الفلسطيني، ومات الإنسان الذي حمل البندقية وغصن الزيتون".

وفي عام 1994 مُنحت جائزة نوبل للسلام لياسر عرفات، لدوره في مفاوضات إنهاء الصراع الفلسطيني — الإسرائيلي وإعلان الدولة الفلسطينية المستقلة لأول مرة منذ النكبة عام 1948.

وكان من أبرز المحطات الصعبة في نضال الزعيم الراحل، ذلك الحصار الذي فرضه رئيس الوزراء الإسرائيلي السابق آرئيل شارون، في 29 مارس  من عام 2002، وذلك رداً على تزعم عرفات للانتفاضة الفلسطينية الثانية.
حوصر الراحل ياسر عرفات داخل مقر المقاطعة في مدينة رام الله مع 480 من مرافقيه، فيما ظل صامداً متمسكاً بمواقفه.




.